بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله الحق المبين، الهادي الورى إلى الصراط المستقيم الباعث محمداً صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين رحمة بالمؤمنين وحجة على العالمين، والحولُ والقوةُ لمن لا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
مولايَ أميَر المؤمنين، حاميَ حمى الملة والدين، سبطَ النبيِّ الأمين عليه أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم.
السلامُ على مقامكم العالي بالله ورحمتُه تعالى وبركاته.
وبعد، أتَشَرّفُ اليوم بالجلوس أمام جلالكم الشريف وجَنَابِكم المُنيف، لألقيَ درسا من سلسلة الدروس الحسنية التي كتب اللهُ لها الذيوعَ والانتشار، وأصبح على عاتق الخَلَف الأخيار التعريفُ بما حوته من اللطائف والأسرار، فهي مكرمةٌ من مكارم أسلافكم المُنعَّمِين الذين أناط الله تعالى بهم أمانةَ حفظ الدين ورعايةَ شؤون المسلمين في العالمين، وقد حازت البلدانُ الإفريقية أَوْلَوِيةَ تلك الرعايةِ وشرفَ تلك الحماية.
وجريا على هذا السَّنَن، أتقدم بين أيديكم بإلقاء درس حسني في موضوع:
“رمزيةُ إمارة المؤمنين وحضورُها في الفكر الديني لدى علماء شرق إفريقيا: تنزانيا أنموذجا”
انطلاقا من قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [سورة النساء، الآية: 58]
فأقول وبالله التوفيق:
إنه من تمام التفضل والإنعام أن منَّ اللهُ تعالى علينا بنعمة الإسلام، وخلَّقنا بهدي القرآن، وجعل من تمام ذلك التخلّقِ التحقّقَ بالبيان الدالِّ على وجوب طاعةِ الإمام بما يضمن مصالحَ الأنام، وذلك تحت مُسَمَّى الإمامةِ العظمى التي تفوض لمن كتبها اللهُ له النيابةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الشرائع وسد الذرائع.
ومعلوم أن إمارةَ المؤمنين صفةٌ حُكميةٌ تُوجِب لمن قامت به حمايةَ المقاصدِ الدينية وصونَ الأحكامِ الشرعية بما يوافق قيمَ الإسلامِ السامية، وقد عرّفها الإمامُ الجويني بقوله: “الإمامةُ رئاسةٌ تامة وزعامةٌ تتعلق بالخاصة والعامة في مهماتِ الدين والدنيا”.
وقال عنها الإيجي في المواقف: “هي خلافةُ الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامةِ الدين بحيث يجبُ اتباعُه على كافة الأمة”.
مولايَ أميرَ المؤمنين،
إن ما تقدم من التَّعاريف يدخل في بابِ التصورات، وهي بحاجة إلى التصديقات الدالةِ على حُجِّيتها، وسأعمل على تجليتِها من المنقول والمعقول والمعمول.
فمن المنقولِ قولهُ تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [سورة النساء، الآية: 58]، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليُطِعه ما استطاع”، وقوله: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني”.
ومن الإجماع قولُ ابنِ خلدون: “إن نصب الإمام واجب قد عُرِف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لأن أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعةِ أبي بكر رضي الله عنه وتسليِمِ النظرِ إليه في أمورهم، وهكذا في كل عصرٍ بعد ذلك”.
وفي عبارة ابن حزم: “اتفق جميعُ أهلِ السنة (…)على وجوب الإمامة، وأن الأمةَ واجبٌ عليها الانقيادُ لإمام عادلٍ يُقيم فيهم أحكامَ الله ويسُوسُهم بأحكام الشريعة”.
ومن الدلالة بالمعقول: اتفاقُ العقلاءِ وإجماعُ الحكماء على أن لا قيامَ لمجتمع إنساني ولا استقرارَ لمنتظَمٍ بشري إلا بالانقياد لإمامٍ يرعى أحوالَه ويسُوس أمورَه ويضمن اطمئنانَه.
ومن الدلالة بالمعمول ما تَسَمَّى به أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه وعمِل به مَن بعده من أمراء وخلفاء المسلمين، ولم يشِذَّ المغربُ الشريفُ عن التمسك بالإمامة العظمى حيث تعلق المغاربةُ بها منذ القرن الثاني الهجري على عهد الأدارسة، واستمر ذلك التعلقُ موصولا لدى ملوكِ الدولة العلوية الشريفة؛ يشهدُ له ترؤُّسُكم مؤسسةَ إمارةِ المؤمنين، وحفاظُكم على رمزيتها، وحرصُكم على القيام بموجباتها وفاءً بقدسيتها وإخلاصاً لمشروعيتها، وهذا ما تفردتم به في عالم المسلمين باعتباره ثابتاً من ثوابت الأمة وخصيصةً خصكم اللهُ تعالى بها، قال صاحبُ “التحفة الناضرة في الحكومة الحاضرة” إلى أمير المؤمنين مولايَ حفيظ مخاطباً المغاربةَ والمسلمين بقوله: “فتمسكوا أيها المؤمنون بحبل أمير المؤمنين العالمِ العاقل واعتصموا بجناب هذا السلطانِ الفاضل الكامل… ”
مولايَ أميَر المؤمنين،
هذا ما يتعلق بتعريف الإمامة العظمى والتأصيلِ الشرعي لحُجيتها.
بقي الكلامُ عن حضورها في الفكر الديني بالبلدان الإفريقية؛ اعتقاداً وسلوكاً وولاءً، فتلك ثلاثةُ محاور متتالية تعقبها ثلاثة مسارات مُتجارية:
إن الناظرَ في المرجعية الدينية لعلماء إفريقيا يجدها مبنيةً على خيارات فيما يرجع للمذهبية الفقهية وانتماءٍ إجماعي فيما يتعلق بالعقيدة الأشعرية التي من أهم مباحثها إمارةُ المؤمنين التي شرفكم الله بتقلدها؛ ذلك أن الحديثَ عن الإمامة العظمى من صميم المباحث العقدية لدى الأشاعرة، وهي مما نطقت بها البَيِّناتُ وزكَّتها العقولُ الراجحات، وقد تمثل علماءُ إفريقيا قولَه تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). فعلموا أن الآية مصدرةٌ بـ “يا” وهي رأسُ حروف النداء موجَّهةً للذين آمنوا، وهاهنا قيدان؛ أحدُهما: لفظ “الذين”؛ وهو من صيغ العموم الدال بالاستغراق على جميع الأفراد الداخلة في مفهومه دفعة من غير حصر. والآخرُ: لفظ “آمنوا”؛ والمقصودُ بهم كلُّ المسلمين الذين دخل الإيمانُ في قلوبهم، فالنداءُ موجه للكل على جهة العموم بفعل الأمر الذي هو أعلى مراتب الطلب؛ بصيغة “أطيعوا”؛ التي تُفيد الوجوب قطعاً لانعدام القرينة الصارفة عن وجوبيته.
والذين وجبت طاعتهم في الآية الكريمة هم:
وغيرُ خاف أن للإمامة العظمى حضوراً في الفكر الديني لدى علماء أهلِ السنة والجماعة.
وإيماناً من علماء إفريقيا بموقعها في البحث الإسلامي ومكانتهِا في الدرس العقدي، فقد أوْلَوها ما تستحقه من عظيم الأهمية وجليلِ التزكية واعتبروها أمانةً يجب التشوفُ إليها في شخص من ناطه الله بها فاشرأبَّت إليكم يا مولاي الأعناق من كل الآفاق؛ ذلك أن إمارةَ المؤمنين التي خَصَّكم بها الله تعالى عمِل بما ورد في القرآن الكريم ودرج عليه ولاةُ الأمر المُهتدين والسلفُ من أجدادكم المُنعَّمين.
وبه يُعلَم أن جمهورَ علماء المذاهب الفقهية ينتسبون إلى العقيدة الأشعرية، فهم كما قال التاجُ السبكي: “يدٌ واحدةٌ على رأي أهل السنة والجماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخِ السنةِ أبي الحسن الأشعري رحمه الله”.
وبحكم انتماءِ جُمهورِ علماء إفريقيا للمذهب الأشعري، فقد تبوأتْ إمارةُ المؤمنين مكانةً مركزيةً في فكرهم الديني والعقدي. ومعنى انتمائِنا للعقيدة الأشعرية أننا نؤمن بأن الإيمانَ إقرارٌ باللسان دون أن يكون لأحد غيرِ الله الحقُّ في محاسبة العباد على أعمالهم، ومن هذا الفرق دخل على غير الأشاعرة التكفيرُ والتطرفُ والإرهابُ، فالفرقُ كلُّه في شروط الإيمان، وقد عرفنا في عصرنا هذا أهميةَ هذا الفرقِ وهذا الانتماء.
إن القولَ فيه مؤسَّسٌ على استحضار ما يجمع المغربَ الشريف بإفريقيا من روابطَ دينيةٍ وروحية وحضارية؛ ذلك أن مشايخَ الصوفيةِ في مختلِف البلدان الإفريقية يعتبرون إمارةَ المؤمنين مؤسسةً يفتخرون بها ويُعرِبون عن شرف الانتماء إليها والدعاءِ للقائم عليها، وذلك بفضل حرصكم على أن تكون إفريقيا في صُلب اهتمامكم، فقد عبرتم عن ذلك بقولكم في إحدى خُطَبكم: “فإفريقيا بالنسبة للمغرب أكثرُ من مجرد انتماء جغرافي وارتباطٍ تاريخي فهي مشاعرُ صادقةٌ من المحبة والتقدير، وروابطُ إنسانيةٌ وروحيةٌ عميقة… هذا الارتباطُ متعددُ الأبعاد يجعل المغربَ في قلب إفريقيا ويضع إفريقيا في قلوب المغاربة”.
ومعلومٌ أن معظمَ مسلمي إفريقيا على صلة بمؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب عن طريق الرِّحْلات العلمية وشيوخِ الصوفية السُّنية، ومما يشهد لذلك ما ورد في خطابكم الموجهِ إلى أتباع الطريقة التيجانية بمدينة فاس؛ إذ قلتم: “وفي الختام، فإننا نُنوِّه بما يجمع التيجانيين قاطبة، منذ تأسيس طريقتهم إلى اليوم، من مشاعر التعلق والوفاء لملك المغرب، بوصفه أميرا للمؤمنين وسبطا للنبي الأمين، مُبادلين إياهم نفسَ الوفاء، مُسْبِغين عليهم موصولَ الرعاية أينما كانوا، داعين إياهم أن يحافظوا على اتخاذ المغرب قبلةً لهم في الوِرد والصَّدر…”.
مولاي أمير المؤمنين
إن قيامَكم بواجبكم تجاهَ القارة الإفريقية مبنيٌّ على ما يجمع المغربَ بإفريقيا من روابطَ روحيةٍ تجلت آثارُها في تعزيز أواصرِ المحبة والولاء لأمير المؤمنين نصره الله.
إن اعتزازَنا نحن الأفارقةَ بمؤسسة إمارة المؤمنين وما تمثله من رمزية دينية في البلدان الإفريقية عموماً له استمدادٌ مما درج عليه أسلافُنا من التعلق بها عبرَ تاريخ الدولة المغربية؛ ذلك أنها أمانةٌ تقضي بواجب المسؤوليةِ تجاه كلِّ المسلمين، لذا بادرت مجموعةٌ من مناطق جنوب الصحراء، وبعضُ بلدان إفريقيا ببيعة أمير المؤمنين بالمغرب، ومنها مملكةُ “سونغاي” التي كان يحكمها الأسكيا الحاج محمد الذي أعلن بعد قفوله من الحج مُبايعته للخلافة المغربية، مُعلِنا أن ملكَ المغرب هو أميرُ المؤمنين في الشمال، والأسكيا هو أميُرهم في السودان.
ومنها بيعةُ مملكة “كانم بُرْنُو” التي قدمها الإمبراطورُ إدريسُ الثالث عام 1582، ونصُّها الكامل موجودٌ بكتاب مناهل الصفا للفشتالي.
ومعلوم أن عقدَ البيعة مبنيٌّ على إجماع العلماء والمُبايِعين على العمل بمضمونها باعتبارها ميثاقَ عهد على السمع والطاعة للإمام في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وعدمِ منازعته الأمر، وتفويضِ حماية الدين وسياسة الدنيا إليه. ومن موجباتها الدعاءُ له بالنصر والتمكين في حلهم وترحالهم وجُمَعِهم، قال في “تذكرة النسيان في أخبار ملوك السودان”: “إن الخطبة للملوك السعديين امتدت زهاء ثمانية عقود”.
كما ذهب المستشرق البريطاني “ماترا” Matra الذي عمل قنصلا بالمغرب من سنة 1786 إلى 1806، إلى أن خطبة الجمعة كانت تتم باسم السلطان المغربي في مساجد “تنبكتو”.
مولاي أمير المؤمنين
إن موضوعَ الإمامة العظمى من المباحث العقدية التي تضافرت على أحقيتها النقولُ الشرعية والأدلةُ العقلية، وأفردت لها مؤلفاتٌ في مصادر الأحكام السلطانية وما يتعلق بواجب الإمام في الأمور الدينية والدنيوية.
ومعلوم أن تقلدَكم مسؤوليةَ إمارةِ المؤمنين تدعوكم إلى القيام بواجبكم تجاه مُسلمي العالم؛ يُستفاد ذلك من:
مولايَ أميَر المؤمنين
اسمحوا لي أن أخص بلد تنزانيا بشيء من الكلام وعن حضور رمزية إمارة المؤمنين لدى علمائها تديناً وولاء.
تتكون جمهورية تنزانيا الاتحادية من: تنجانيكا وزنجبار بعد اتحادهما في دولة واحدة باسم تنزانيا، عاصمتهُا دار السلام، ونسبة المسلمين فيها نحوُ تسعٍ وستين بالمائة ، خمس وتسعون بالمائة منهم من أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام الشافعي تلميذ الإمام مالك. ومن حرص أهل تنزانيا على علوم الشريعة إقامةُ خزائن الكتب التي لا تخلو من نفائس مصادر علوم الدين.
ومن أبرز المؤسسات والجمعيات الموجودة بها:
ومعهد نور السنة الإسلامي. وغيرُها…
مولاي أمير المؤمنين
بإجالة النظر فيما تقدم يتبين أن مقومات الفكر الإسلامي حاضرة في هذا المصر من الشرق الإفريقي، وذلك بفضل جهود مسؤولين وعلماء مبرزين أخذوا على عاتقهم النهوض بالفكر الديني عقيدة وفقها وسلوكاً.
فكانوا مهيئين لمبادرتكم السامية بإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي من أهدافها:
إنها مكرمةٌ منكم وحدت جهودَ علماء إفريقيا عامة لخدمة الإسلام والمسلمين تحت رعاية إمارة المؤمنين، ومن مظاهر تلك الخدمة قيام فروع المؤسسة بالبلدان الإفريقية بتفعيل برامج أنشطتها العلمية السنوية، ومنها:
تنظيم مسابقة في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، التي كان لبلدنا شرف احتضان نهائياتها في المسجد الذي يحمل اسمكم الشريف بدار السلام. وتلك سُنّة حسنة خلّدتم بها عطفكم وعنايتكم ببناء عدة مساجد في ربوع القارة الإفريقية.
مولاي أمير المؤمنين
لذا حُق لنا أن نعتز بكم وننتمي إلى مؤسستكم، ولا نملك في كل لقاءاتنا العلمية وأنشطتنا الدينية إلا أن ندعوَ لكم بالنصر والتأييد لمجهوداتكم في حفظ كُليات الدين، فطوبى لنا نحن الأفارقة بما منّ الله به علينا من نعمة إمارة المؤمنين التي امتدت أفضالهُا على سائر المسلمين خدمةً للدين ورعايةً لمصالح المؤمنين.
مولاي أمير المؤمنين
إن مكونات المنظومة الدينية بالمغرب الشريف تعتبر الأنموذجَ المحتذى والنبراسَ المقتدى بفضل ما ناطكم الله تعالى به من شرف تقلُّدكم الإمامة العُظمى التي تنوبون بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنَّ الله تعالى قَدْ بوّأكم مَكَانَةً سَامِيَةً لتكونوا مفخرة للمغاربة، وعُمدة للمشارقة، وقِبلةً للأفارقة.
فأياديكم السابغات لها حضور في شتى المجالات منها:
وقد أكرمتم تنزانيا ببناء معلمة دينية عظيمة بدار السلام هي مسجد محمد السادس، الذي جعلتم منه منارة شامخة للدين والعلم بشرق إفريقيا، و أصبح منذ افتتاحه قبلة للمصلين ومحجا للمسترشدين. وقد شاهدنا تواليَ زيارات صاحبةِ الفخامة السيدةِ رئيسةِ جمهورية تنزانيا حفظها الله لأداء صلاة الجمعة. فجزى الله جنابَكم الشريفَ على بناء هذا الصرح الإسلامي العتيد الذي يعد هديةً من مملكتكم إلى شرق إفريقيا، ورمزا لإعلاء كلمة الإسلام في هذه الربوع.
فاللهم انصُر مولانا أمير المؤمنين حاميَ حمى الملة والدين، واحفظه بما حفظت به الذكرَ الحكيم، واجعله ملاذاً للعلماء العاملين في سائر بلدان المسلمين، واحفظ وليَّ عهده صاحبَ السمو الملكي مولاي الحسن، واشدد عضدَه بصنوه السعيد مولاي رشيد وباقي الأسرة العلوية الشريفة.
اللهم ارحم المغفورَ له أمير المؤمنين مولانا محمداً الخامس مُحرِّرَ البلاد ومُعتِقَ العباد، وطيِّب اللهم ثرى أميرِ المؤمنين مولانا الحسنِ الثاني الملكِ الباني، وسائر المسلمين أجمعين.
والختم لمولانا أمير المؤمنين.