وَأَدِمْ عَلَى هَذِيِ الْبِلاَدِ أَمَانَهَا
شعر ذ. محمد البلغمي (فاس)
هِبَةُ الإِلاَهِ عَلَى مَدَى الأَيَّامِ | لِلْمُؤْمِنِينَ شَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ |
نَزَلَتْ مِنَ الرَّحْمَانِ نُورَ هِدَايَةٍ | وَتَرَاحُمٍ بيْنَ الْوَرَى وَوِئَامِ |
وَأَتَى بِهَا لِلنَّاسِ أَكْرَمُ مُرْسَلٍ | ذِكْراً تَضَمَّنَ صَائِبَ الأَحْكَامِ |
وَبِهِ الْقَبَائِلُ آمَنَتْ وَتَخَلَّصَتْ | مِنْ جَهْلِهَا.. وَعِبَادَةِ الأًصْنَامِ |
دِينٌ دَعَائِمُهُ الْهِدَايَةُ وَالتُّقَى | وَطَهَارَةُ الأَرْوَاحِ والأَجْسَامِ |
فِي وَحْيِهِ عِظَةٌ وَذِكْرٌ خَالِدٌ | وَعِبَادَةٌ لِلْوَاحِدِ الْعَلاَّمِ |
عَمِلَتْ بِهِ دُوَلٌ فَنَالَتْ مَجْدَهَا | وَتَقَلَّدَتْ فِي الْعِزِّ خَيْرَ مَقَامِ |
كُلُّ الْمَذَاهِبِ لِلْحَنِيفِيَّةِ انْتَمَتْ | رَغْمَ الْخِلاَفِ.. تَعيشُ دُونَ خِصَامِ |
وَهُنَا بِمَغْرِبِنَا الْعَظِيمِ تَبَلْوَرَتْ | فِي مَذْهَبٍ قَدْ خُطَّ فِي إِحْكَامِ |
مِنْ سُنَّةِ الْمُخْتَارِ صَاغَهُ مَالِكٌ | وَسَطاً… وَمُعتَدِلاً بِحُسْنِ نِظَامِ |
أَمِنَتْ بِهَدْيِ كِتَابِهِ أَرْوَاحُنَا | وَالأَمْنُ لِلأَرْوَاحِ خَيْرُ مَرَامِ |
وَغَدَتْ مَسَاجِدُنَا رِحَابَ تَوَاصُلٍ | لِلشَّعْبِ يَنْعَمُ بَيْنَهَا بِسَلاَمِ |
تَرْتَادُهَا لِلْوَعْظِ فِيهَا نُخْبَةٌ عُرِفَتْ بِفِكْرٍ |
عُرِفَتْ بِفِكْرٍ وَاسِعِ الإلْمَامِ |
وَاسْتَقْطَبَتْ فِي كُلِّ عَصْرٍ ثُلَّةً | مِنْ صُفْوَةِ الْعُلَمَاءِ وَالأَعْلاَمِ |
فَهُمُ الدَّلِيلُ لِمَنْ يُرِيدُ تَفَقُّهاً | وَهُمُ النُّجُومُ لِمَحْوِ كُلِّ ظَلاَمِ |
وَإِمَارَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ تَحُوطُنَا | بِرِعَايَةٍ لِلدِّينِ طُولَ دَوَامِ |
يَسْمُو بِهَا فَخْرُ الْمُلُوكِ مَحَمَّدٌ | ذُو الْمَكْرُمَاتِ وَذُو الْمَقَامِ السَّامي |
مَوْلاَيَ فِيكَ تَجَسَّمَتْ آمَالُنَا | وَتَحَقَّقَتْ فِي عَهْدِكَ الْبَسَّامِ |
أَوْلَيْتَ لِلشَّعْبِ الْوَفِيِّ أَيَادِياً | لِلْخَيْرِ… لَيْسَ يَفِي بِهِنَّ كَلاَمِي |
وَجَعَلْتَ وَحْدَةَ أَرْضِنَا مَحْسُومَةً | بِالرَّأْيِ مِنْكَ وَقُوَّةِ الإِفْحَامِ |
شَتَّانَ بَيْنَ مُنَاضِلٍ عَنْ حقِّهِ | وَمُضَلِّلٍ يَقْتَاتُ بِالأَوْهَامِ |
مَنْ يَرْفَعِ الْمَوْلَى لَهُ قَدْراً .. فَلاَ | يَهْتَمُّ فِي الآفَاقِ بِالأَقْزَامِ |
وَسَيَرْجِعُ الْمَسْلُوبِ يَوْمَا لِلْحِمَى | سِلْماً ـ وَإِنْ رَفَضُوا ـ فَبِالصَّمْصَامِ |
إِنَّا نُحِبُّ مَلِيكَنَا وَيُحِبُّنَا | وَرِبَاطُنَا يَقْوَى مَدَى الأَعْوَامِ |
وَشِعَارُنَا حُبُّ الإِلاَهِ وَأَرْضِنَا | وَمَلِيكِنَا بَطَلِ الحِمَى المِقْدَامِ |
يَارَبِّ .. وَفِّقْ لِلْهُدَى عُلَمَاءَنَا |
لِيُحَقِّقُوا آمَالَنَا بِتَمَامِ |
وَأَدِمْ عَلَى هَذِي الْبِلاَدِ أَمَانَهَا | فِي ظِلِّ عَاهِلَنَا ، وَخَيْرِ إِمَامِ |
وَلْيَحْيَ ” سَادِسُنَا” الْعَظِيمُ مُؤَيَّداً | مِنْ رَبِّنَا بِالنَّصْرِ وَالإِكْرَامِ |
وَاحْفَظْ وَلِيَّ الْعَهْدِ وَاكْلأْ خَطْوَهُ | بِالْفَوْزِ وَالتَّوْفِيقِ وَالإنْعَامِ |
وَلْتَبْقَ شِرْعَةُ ” أَحْمَدٍ” بِبِلاَدِنَا | نُوراً يُضِيءُ عَلَى مَدَى الأَيَّامِ |