هي خاطرة ربانية، وتظاهرة إيمانية، وتجسيد للوحدة، وتأكيد للبيعة، وتجديد للعهد، لبت نداءها الأفئدة والقلوب، ونشطت لدعوتها الأعضاء والجوارح، كانت بعثا جديدا للأمة، ومبعث وعي جديد بمسؤولية المواطنة، سعت إليها النفوس سعيا، لبى نداء المشاركة فيها الرجال والنساء، والشيوخ والشباب من القرى والمدن، والحاضرة والبادية، وتنافس الناس في الحظوة بشرف الانتساب إليها، وتسابقت مختلف فئات الشعب لنيل شرف المساهمة فيها، غير عابئة بالمشقة والمخاطر، والصعاب والمتاعب، تلبية لنداء المحبة والحكمة والعبقرية.
لقد جددت المسيرة الخضراء في النفوس معاني التضحية والفداء، وأذكت في القلوب روح الإيمان بالله، وبوجوب الجهاد في سبيله.
المسيرة الخضراء إبراز لمواهب القائد الرائد، وبلورة لشفافية روحه، وبعد نظره وإلهامه…
المسيرة الخضراء فكرة باهرة، اندهش لها الساسة وعباقرة القادة، وكانت وستظل حدثا متميزا لا يزيده مرور السنين وتعاقب الأيام إلا لمعانا وإشراقا.
لقد صدقت فيها كل تقديرات القائد الملهم، وخسرت الرهان كل الأفكار المثبطة، والحاقدة، والناقمة، وبدا للعيان أن القائد الرائد خطط لها بفكر ثاقب، وإلهام رباني.
لقد كان حجم المسيرة مثارا للتكهنات والمخاوف والإشفاق، لكن دقة التنظيم، وحكمة التدبير ذللا كل الصعاب، وتبخرت معهما كل المخاوف والشكوك.
بلورت المسيرة الخضراء تعلق الشعب بالعرش، والعرش بالشعب، في إخلاص دائم، وولاء مستمر، وتقديم متبادل، وطاعة وامتثال، يقابلهما حكمة وحسن توجيه وتدبير.
وبذلك، جاء التجاوب مثاليا منقطع النظير، تجاوب جعل من الدولة المغربية دولة متميزة بين شعوب العالم، وقد شاهد المتتبعون لأحداث المسيرة الخضراء لحظة بلحظة، وساعة بساعة، ويوما بيوم، ما أثار دهشتم وإعجابهم، ونقلت أجهزة الإعلام العالمية ما انبهر له الملاحظون، مما جعل الكثير منهم يطلق على المسيرة الخضراء «معجزة القرن العشرين».
المسيرة الخضراء كشف عن أصالة ونبل أبناء الصحراء، حيث أظهر الأصلاء والنبلاء منهم أن العهد لا يبلى، وأن الوفاء من شيم النفوس الكبيرة، وأن المبادئ السامية دين في ذمة الأحرار، لا ينسيها تغير الظروف والأحوال.
في ظل القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، واستلهام السيرة المحمدية العطرة، تجاوبت الأرواح، وطربت النفوس، وابتهجت القلوب، وتأججت العواطف والمشاعر، وأدركت العقول النيرة أن التواد والتحاب وتجديد بواعث الأخوة والمحبة، قوة معنوية، ومتعة روحية، وأهداف وطنية لا يعدل ذلك مال الدنيا كلها، ولا أي مطلب حقير من مطالبها.
لقد كتب عن هذه المسيرة الكثير، وقيل عنها الكثير، وستظل مصدرا يلهم الشعراء والكتاب، ويحفز العلماء والمؤرخين والباحثين عن معرفة سر هذا الحدث الكبير الذي انبثق عن فكر عبقري، وعن إيمان عميق بالله، وعن حب وإخلاص للوطن والمواطنين، وهذا جانب الإلهام فيها.
ومن بوادر وعلامات التوفيق والنجاح أن قرار محكمة العدل الدولية «بلاهاي» كان قرارا حكيما عادلا، أكد أن الأراضي الصحراوية لم تكن أرضا خلاء لا صاحب لها، بل كانت عبر أحقاب التاريخ تربطها بالمملكة المغربية روابط قانونية تمثلت في روابط البيعة الشرعية والولاء المستمر.
وهذا حكم قال فيه صاحب الجلالة –حفظه الله – في كتابه “التحدي”:
“إنه حكم قوي التعليل، لأنه اعترف بالإدارة المغربية لهذه الأقاليم، وإلا كيف يفسر الوجود المغربي المتمثل في تفقد ملوك الدولة المغربية للأقاليم الصحراوية؟ فمولاي إسماعيل –رحمه الله- تجول بهذه الأقاليم متفقدا رعاياه بها، ووصل عام 1679م إلى نهر السنيغال، وقام المولى الحسن الأول –رحمه الله– بتفقد أحوال رعيته بالصحراء مرتين سنة 1882م وسنة 1886م.
واعترفت المعاهدات الدولية بالسيادة المغربية على الصحراء، منها معاهدة مع بريطانيا سنة 1895م، ومع فرنسا وألمانيا سنة 1911م.
ومعناه: أن الروابط التي تحدثت عنها محكمة العدل الدولية روابط قائمة من قديم ومستمرة، روابط تجمع الصحراويين بإخوانهم بشمال المملكة”.
روابط متينة متمثلة: في الدم، والدين، واللغة، والمشيخة العلمية، وفي المذهب الفقهي، والعقدي، وفي قراءة القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، وفي مختلف أنواع العلوم الإسلامية من فقه، وحديث، وأصول، وقراءات، وعقيدة، وتصوف.
وكما يقول جلالة الملك في كتابه القيم “التحدي”:
“إن الحق الواضح في قضية الصحراء كان إلى جانبنا، ولكن كان علينا أن ننتظر قرارا من الأمم المتحدة، كان محتملا، أن يصدر أو لا يصدر، فكان الأمر يتعلق إذن – بعد عام من الإجراءات والاستشارات الدولية – بأن نخرج إلى حيز الواقع ما كان قد أقر نظريا، وما كان مهددا بأن ينساخ في رمال الصحراء، ويضيع فيها”.
ويتجلى من هذه الفقرات حرص أمير المومنين، وسهره على وحدة البلاد، وعلى الوقوف إلى جانب المبايعين الذين حاول الاستعمار فصلهم عن جسم الأمة المغربية، وعن إخوانهم بشمال المملكة.
ولذلك يقول جلالته:
“ولما كانت صحراؤنا لا تستطيع أن تأتي إلينا كان علينا أن نذهب إليها، إذ كانت تنتظرنا، وأن نرجع إلى ديارنا بسلام وعزم، أقوياء بحقنا، وكان من واجبنا أن نلتقي مجددا مع إخواننا الصحراويين لقاء طوعيا مقترنا بحماس”.
وكلام جلالة الملك هنا واضح، وهو أن حق المغرب في الصحراء هو حق تاريخي وقانوني، وإنساني وأخوي.
ومعناه: أن التنكر لكل هذه الحقوق يعد عقوقا ما بعده عقوق.
ويلاحظ الدارس لمشكل الصحراء أن عزيمة القائد الرائد مبنية على المنطق السليم الذي يتبخر معه وأمامه كل جدل عقيم.
ومعنى كل هذا: أن مبدع المسيرة الخضراء خطط لها بدقة متناهية، وبحكمة بالغة، وبعزيمة ماضية، وأحيط هذا التخطيط البالغ الدقة بالعناية الربانية والتوفيق الإلهي.
يقول جلالة الملك:
“إن مخطط المسيرة قد درس ونفذ بعناية ودقة…”
ثم يقول:
“وقد كان يبدو لبعض الناس أن دفع 350 ألف مغربي إلى الصحراء مشروع خيالي، بل غير معقول !”
يقول جلالته:
“لقد نسوا أن هؤلاء الرجال والنساء السائرين في المسيرة هم المغاربة، ونسوا كذلك أننا خصصنا – على قدر المستطاع – كل الجهود، لئلا نترك شيئا للصدف.
وقد يكون تنظيم حركة بمثل هذا الحجم الهائل هو الشيء الأدعى للعجب”.
ثم يقول جلالة الملك:
“وأبين للمختصين بالتعبئة العسكرية ما كابدته، فخلال اثني عشر يوما كانت عشرة قطارات تنقل كل يوم المتطوعين من شمال المغرب وشرقه إلى مدينة مراكش، ومنها كانوا ينقلون بلا شاحنات إلى أكادير، ثم إلى طرفاية، وكان عدد الشاحنات بالتدقيق (7813) شاحنة، كما كان عشرة آلاف من الأطر تنظم المسيرة يعاونهم (470) من الأطباء والمعاونين الصحيين”.
ثم يقول جلالته:
“وكان من اللازم كذلك نقل ما زنته (17 ألف) طن من المواد الغذائية، و(23 ألف) طن من الماء، و(2590) من المحروقات، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر لاستخدامها عند الضرورة في أعمال الدفاع عن النفس، واستخدمت مصلحة الصحة (290) سيارة إسعاف”.
وهكذا يلاحظ الجميع أن القائد الرائد خطط للمسيرة الخضراء بعناية فائقة، وعمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكل». فالمسيرة لم تكن مجازفة، ولم تكن عملا ارتجاليا، بل هي حدث عظيم تجلت فيه حكمة أمير المومنين في أبهى مظاهرها، وتجلت فيها العناية الربانية في أوضح صورها، وكانت تقديرات جلالة الملك فيها تقديرات صائبة موفقة، بل أكد الواقع الملموس تلك التقديرات والإرهاصات، وكان جلالته ذلك المومن الذي ينظر ينور الله، والذي يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «اتقوا فراسة المومن، فإن المومن ينظر بنور الله»[1].
هذا، ولقد سمى أمير المومنين المسيرة الخضراء بمسيرة «فتح» لأن مبدع المسيرة أراد لها أن تكون مسيرة تستوحي مخططاتها من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، واتضح ذلك تمام الوضوح من خطابات صاحب الجلالة طيب الله ثراه، منها الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالته لإخواننا بالصحراء والذي جاء فيه:
“نتيمن ببناء سياستنا على آيات من الذكر الحكيم، وقد أرادت الصدف أن تكون تلك الآيات كلها في سورة واحدة وهي (سورة الفتح)، وهي السورة التي أخذنا منها العملية، فسميناها عملية فتح، ومنها استلهمنا مسيرتنا…”.
فاستلهام القرآن الكريم وأحداث السيرة النبوية، كان ذلك متجليا في المسيرة الخضراء، واعتبره أمير المومنين من الأسس التي انبنت عليها المسيرة، وتأكد ذلك في وصايا أمير المومنين لشعبه، وفي توجيهاته السديدة.
ومما جاء في خطاب جلالته يوم فاتح ذي القعدة 1395ه موافق 5 نونبر 1975م:
“شعبي العزيز:
غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، إذا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم، وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز، وكأب مرشد لك، وكأمير للمومنين، وكقائد لمسيرتك، سأزودك شعبي العزيز ببعض النصائح:
شعبي العزيز:
بمجرد ما تخترق الحدود عليك أن تتميم على الصعيد الطاهر بتلك الرمال، ثم تستقبل القبلة، وتصلي بأحذيتك، لأنك مجاهد، ركعتين، ركعتين شكرا لله تعالى.
شعبي العزيز:
عليك أن تعلم أن هذه المرحلة من المسيرة ليست كسابقتها، هذه المرحلة تستلزم منك ضبطا أكبر، ونظاما أكثر، فعليك أن تكون مطيعا سامعا للذين يؤطرونك، حتى يمكننا أن نسير بمسيرتنا إلى الهدف المطلوب”.
إلى أن قال جلالته مخاطبا شعبه:
“إن قلبي معك، وإن جوارحي هي جوارحك، وإنك حينما ستنظر إلى الآفاق الجديدة التي فتحها الله أمامك، وحينما ستطأ تلك الأرض الطيبة، فإن جوارحي وحواسي كلها سوف تكون هي حواسك كما كانت دائما، وهي جوارحك كما ستبقى دائما…
شعبي العزيز:
مما يثلج الصدر، ويدخل الفرح أنك حينما ستسير غدا لن ترى العلم المغربي وحده، بل سيكون علمنا المغربي الأحمر ذو النجمة الخضراء في مسيرتنا الخضراء محفوفا أولا بعناية الله وألطافه، وثانيا بأعلام أخرى لأشقائه من الدول العربية والإفريقية، وهي أعلام لها تاريخها، ولها مجدها، وصولتها، وجولتها، ولها حضارتها، ومستقبلها.
شعبي العزيز:
سر على بركة الله، تكلأك عنايته، وتحف بك رعايته، وسدد الله أقدامك وخطاك، وجعل هذه المسيرة مسيرة فتح مبين على الشعب المغربي، وعلى إخواننا الصحراويين الذين نحن على أحر من الجمر للقائهم، ولعناقهم، والتعرف عليهم… وإننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن هدانا إلى صراطه المستقيم، وجعلنا ننهج نهجه القويم، راجين منه سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الحمد والشكر، حتى نحمده كثيرا، ونشكره كثيرا، فيعطينا كثيرا، ويلبي دعوتنا كثيرا، إنه سميع مجيب، وبالإجابة جدير…”
كان هذا الإيمان العميق، وهذا التوجه السديد، وهذا الرجاء العظيم في الله تعالى وفي طلب هديه وتوفيقه، وإسباغ نعمه، هو مفتاح أسرار نجاح مسيرة فتح الخضراء المظفرة.
المسيرة الخضراء وفر لها مبدعها جوا روحيا ودينيا تجلى ذلك في استلهام روحها، ومنهجها من القرآن الكريم والسيرة النبوية، كما تجلى في التأطير الديني للمسيرة الخضراء، حيث شارك فيها مجموعة من العلماء،والوعاظ، والمرشدون، وحملة القرآن، الذين توزعوا على مضارب الخيام.
وبما أن العنصر النسوي شارك في المسيرة، وكانت مشاركته فعالة وإيجابية، فقد كان له نصيبه من المرشدات ومن الوعظ والتوجيه الديني…
وأقيم في كل مخيم مسجد لأداء الصلوات الخمس، وفي هذا المسجد كانت تلقى دروس الوعظ والإرشاد، وفيه كان يخلو بأنفسهم بعض التالين لكتاب الله، فيتلون ويرتلون، ووجدوا في المصاحف التي وزعت على المشاركين في المسيرة الخضراء خير حافز على تلاوة القرآن وتدبر آياته، فكنت تسمع دوي القرآن آناء الليل وأطراف النهار.
وما زلت أذكر كيف كانت تقام صلاة الصبح بمسجد طرفاية، وبمساجد الخيام، كانت صلاة خاشعة يحضرها عدد كبير من الرجال والنساء والشباب والشيوخ، وإثرها مباشرة تنطلق الأصوات بقراءة الحزب، وبعد ذلك تسمع درسا لأحد العلماء وقد تحلق عليه العديد من المتلهفين لسماع الدروس، والتقاط الحكمة.
وما زلت أذكر حلقات الشيخ الرحالي الفاروق رحمه الله، وحلقات الشيخ عبد الرحمن الكتاني رحمه الله، حلقات لعلماء من مراكش وفاس وتطوان والرباط وسلا وغيرهم من علماء المغرب..
فالمسيرة الخضراء كانت تظاهرة دينية بكل معاني الكلمة، شوقت النفوس إلى الجهاد في سبيل الله، وقد اعتبر المشاركون فيها أنفسهم مجاهدين يعفرون جباههم في رمال الصحراء، يتيممون بها ويصلون عليها، ويستنشقون أريجها الطيب، ويبتهجون بفرصة الجهاد، ويطلبون من الله أن يؤيد أمير المومنين، وأن يكلأه ويحفظه ويرعاه… وفي مثل هذه المواطن يكون العبد أقرب ما يكون من الله تعالى.
ويعلل أمير المومنين –طيب الله ثراه– وصف المسيرة بالخضراء فيقول:
“سميناها خضراء لما يعرفه العالم كله عن راية نبينا صلى الله عليه وسلم الخضراء”.
لقد كانت المسيرة الخضراء يكتنفها العامل الروحي والديني من كل جوانبها.
وخلال أيام المسيرة تحمس الناس لاختراق الحدود والعبور، وكانت الطائرات المروحية للجيش الإسباني تحوم فوق الخيام بدويها وضجيجها.. لكن ذلك لم يزد المشاركين في المسيرة إلا حماسا.
وأصبحت هذه الجموع الغفيرة تنتظر الأوامر بالعبور متحفزة مترقبة..
وجاءت الساعة الحاسمة، وإذا بالنداء الملكي السامي يوصي بالتريث والحكمة، وبوجوب امتثال أمر القائد الرائد.
وهنا كان الموقف أشبه ما يكون بموقف الصحابة رضوان الله عليهم بالحديبية وقد بايعوا بيعة الرضوان، لقد كانوا – رضي الله – عنهم وطدوا العزم على الدخول إلى مكة، والمفاوضات جارية، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم في نهايتها تأجيل الدخول إلى العام القابل. فكان الامتثال في مثل هذه الحال من الصعوبة بمكان، وكذلك كان الأمر في مسيرة فتح، فإن الأمر المولوي بالتوقف والتريث بعدما استعدت النفوس للعبور، ولتحمل المتاعب والأخطار كان امتحانا للطاعة والامتثال.
استرجع الناس، وحوقلوا وقالوا: الرأي ما يراه أمير المومنين فامتثلوا، وهذا ما أدهش الملاحظين والمتتبعين، وتيقن الجميع أنها مسيرة فتح محفوفة بالعناية الربانية.
وجاء الفتح المبين، وصلى القائد الرائد بعيون الساقية الحمراء، وأقبل إخواننا الصحراويون على أمير المومنين يجددون بيعتهم، ويؤكدون ولاءهم، والبيعة عهد وميثاق بين الراعي والرعية، لا يتهاون به إلا ضعيف الإيمان.
وفي حديث: “من نكث العهد ومات ناكثا للعهد مات على سوء الخاتمة”.
فالمسيرة الخضراء حققت الفتح المبين، والنصر والمكين، وجسدت الوحدة بين الشمال والجنوب، وجددت العهد وأكدت بيعة إخواننا بالصحراء لأمير المومنين.
﴿من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا﴾.
صدق الله العظيم.
[1] أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخذري، وأورده ابن كثير بسنده إلى ابن عمر.