الثوابت الدينية المغربية: مدخل مفاهيمي – د. أحمد شاوف (مكناس)
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تليق بجلاله وعظيم سلطانه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم. وشرف وعظم، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد،
فقد عُرف المغاربة منذ الدولة الإدريسية، باستقرارهم السياسي، وتوجههم السني المعتدل، وخصوصا مع دخول المذهب المالكي، الذي وحد كلمتهم، وجمع صفّهم، ولم شتاتهم عبر العصور، فتميزوا فيما بعد بوحدة العقيدة، والمذهب، والسلوك، كما عبر عن ذلك الإمام عبد الواحد بن عاشر (ت1040ھ) في منظومته:
في عقد الأشعري وفقه مالك *** وفي طريقة الجنيد السالك[1]
وهذه هي الثوابت الدينية التي ارتضاها المغاربة وأجمعوا عليها منذ قرون خلت.
وقبل الدخول في تفاصيل الموضوع، فإن الضرورة المنهجية في أي بحث علمي رصين تتطلب الحديث في البداية عن أهمية عملية تحديد المفاهيم وضبط المصطلحات، كما قال الآمدي رحمه الله: “حق على كل من حاول تحصيل علم من العلوم أن يتصور معناه أولا، بالحد أو الرسم، ليكون على بصيرة فيما يطلبه، وأن يعرف موضوعه”[2]، خصوصا إذا علمنا أن كثيرا من الخلافات قد تكون راجعة إلى اختلاف لفظي أو اصطلاحي؛ وفي ذلك يقول الإمام الغزالي: “إن كثيرا من الخلافات منشؤها عدم الوضوح في المصطلح بين المشتغلين به”[3].
فعملية ضبط المصطلحات والمفاهيم ليست من قبيل الإجراء الشكلي بقدر ما هي عملية تمس صلب المضمون، وتتعدى أبعاده إلى نتائج منهجية وفكرية.
ومما يجدر تأكيده هو أن لفظي المفهوم والمصطلح متغايران في المعنى والمدلول؛ فالمفهوم في اللغة يحمل ثلاثة معاني وهي: المعرفة، والعقل، والعلم؛ يقال: فهمت الشيء، أي: عرفته وعقلته وعلمته، فيصبح الشيء بذلك معروفا معلوما لدى العقل مدركا له، أما معناه في الاصطلاح، فقد عرفه أبو البقاء الكفوي في كتابه (الكليات) بأنه: “الصورة الذهنية، سواء وضع بإزائها الألفاظ أو لا”[4].
أما تحديد لفظ المصطلح في اللغة: فهو اسم مفعول، مشتق من فعل “صلَحَ”، ويدل على عدة معان من بينها: الصُّلح، والاتفاق، والسلم. وفي الاصطلاح قال عنه علي الجرجاني: “هو عبارة عن اتِّفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما، ينقل عن موضعه الأول”[5].
ومن خلال هذين التعريفين، نخلص إلى أنَّ الفرق بين المفهوم والمصطلح هو كون الأول يركِّز على الصورة الذهنية، أما الثاني فإنه يركز على الدلالة اللفظية للمفهوم.
وبعد هذه التوطئة أطرح السؤال الآتي: ما المقصود بمصطلح “الثوابت الدينية”؟
“الثوابت” لغة: جمع ثابت، وهو الراسخ والمتين، والمقرر والمؤكد، والمستقر الذي لا يتغير[6]، ويقابلها المتغيرات، والثوابت هي الأشياء التي لا تتغير، ولا تتبدل بتبدل الزمان والمكان.
ومن هنا يمكن تحديد مفهوم (الثوابت الدينية)، فهي: “القطعيات ومواضع الإجماع التي أقام الله بها الحجة بينة في كتابه أو على لسان نبيّه، ولا مجال فيها لتطوير أو اجتهاد، ولا يحل الخلاف فيها لمن علمها“[7].
و(الثوابت) عند المغاربة يقصد بها تلك الاختيارات والقناعات التي كان عليها المغاربة والتي حددها علماؤهم اعتقادا وعملا وأخلاقا. بمعنى الإطار الذي استقر عليه العمل بالدين لديهم.
إن أول ما شغل بال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحط رحاله بمهاجره، النظر في وضع النواة الأولى لمجتمع يسوده الأمن والاستقرار، والتعاون بين مكوناته في جلب المصالح ودرء المفاسد، مجتمع تسهر على تدبيره دولة حاكمة وحكيمة حتى تجري حياة الناس على نظام واستقامة.
قال إمام الحرمين الجويني: “وإذا كان تجهيز الموتى من فروض الكفاية، فحفظ مهج الأرواح وتدارك حشاشة الفقراء أتم وأهم”[8].
وقد استحدث الفقهاء مصطلحات ومفردات وألقابا، ومن هذه المصطلحات رئاسة الدولة في الإسلام، وهي: الخلافة والإمامة العظمى، وإمارة المؤمنين. وأمير المؤمنين هو “الوالي الأعظم لا والي فوقه ولا يشاركه في مقامه غيره”[9].
قال العلامة عبد الرحمن بن خلدون في تعريف الخلافة وما في معناها من الألقاب: “هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين، وسياسة الدنيا به”[10].
وقال إمام الحرمين الجويني: “الإمامة رياسة تامة، وزعامة عامة، تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا”[11].
وقال العلامة الماوردي: “الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين، وسياسة الدنيا”[12].
ويقول العلامة ابن زكري:
حقيقة الإمامة الرياسة في الدين والدنيا مع السياسة
وأول خلافة انعقدت في أرض الإسلام، خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد سأل هارون الرشيد أحد علماء عصره عنها فقال: “يا أمير المؤمنين، سكت الله، وسكت رسوله، وسكت المؤمنون”، فقال الرشيد: “والله ما فهمت شيئا، وما زدتني إلا غما”. فقال: “يا أمير المؤمنين، مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أيام، فدخل عليه بلال، فقال: يا رسول الله، من يصلي بالناس؟ فقال عليه السلام: (مر أبا بكر ليصلي بالناس). فصلى أبو بكر ثمانية أيام والوحي ينزل، فسكت رسول الله لسكوت الله، وسكت المسلمون لسكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم”. فأعجبه ذلك، وقال له: بارك الله فيك.[13]
لما بويع أبو بكر كانوا يسمونه خليفة رسول الله، فلما توفي واستخلف عمر بن الخطاب كانوا يدعونه خليفة خليفة رسول الله، فاستثقلوا ذلك، فاتفق أن دعا بعض الصحابة عمر بن الخطاب بأمير المؤمنين، فاستحسنوا ذلك واستصوبوه، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من لقب بأمير المؤمنين.[14]
على أن هذا اللقب كان مألوفا لدى الصحابة منذ عصر المبعث، أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن جحش حين بعثه في سرية أميرا عليها. كما كان ينادي به الصحابة أسامة بن زيد، لما بعثه أبو بكر على جيش الشام.[15]
وبقي هذا اللقب سمة للخلفاء لا يشاركهم فيها أحد، ولا سيما ملوك دولة بني أمية بالشام، وملوك بني العباس بالعراق.
إن مفهوم (إمارة المؤمنين) في النظام الإسلامي، مصطلح شرعي، معناه: القيام على شؤون الرعية بما يصلحهم دنيا وأخرى؛ وهي: أعلى منصب في نظام الحكم الإسلامي.ان سول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الربع الأخير من القرن الثاني الهجري، رسول الله صلى الله عليه وسلم ف جاء إلى المغرب أحد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المولى إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فارا بعد وقعة (فخ)[16]، وبيده وصية أخيه محمد بن عبد الله النفس الزكية له بالخلافة، التي كان قد بويع بها بيعة شرعية من أهل الحل والعقد بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل بيعة أبي جعفر المنصور العباسي. وعلى أساس هذه الشرعية، بايع أهل المغرب المولى إدريس؛ فهو أول من تسمى باسم أمير المؤمنين، وأسس أول دولة إسلامية مستقلة عن المشرق.
وكان الإمامان مالك وأبو حنيفة بالمشرق يرجحان إمامته على بني العباس، ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر المنصور، لانعقاد بيعة محمد بن عبد الله النفس الزكية قبله. وبذلك تمت تزكية هذه البيعة من قبل إمامين عظيمين، هما الإمام مالك والإمام أبو حنيفة.
وصار هذا اللقب عنوانا كبيرا على القطر المغربي دون غيره من الأقطار، فهو البلد الحاضن لهذه القيمة الحضارية، حتى بات نظام إمارة المؤمنين ثابتا راسخا من ثوابت هذه الأمة، وركنا من أركان وجودها لا تستقيم حياتها إلا في ظله، ولا تطمئن القلوب إلا مع قيادته التي عرف المغاربة سلفهم بسجلماسة قبل أن يصيروا ملوكا للمغرب، عرفوهم بصلاحهم وصدقهم وإخلاصهم للدين والوطن، والتصدي لكل ما يهدد الأمن والاستقرار، حيث اجتمع في إمامتها من المزايا والفضائل والمؤهلات ما تفرق في غيرها، فأحب المغاربة ملوكها، ومحضوهم الود والوفاء والولاء.
وقد نص على ذلك الدستور المغربي في الفصل 41 بأن “الملك أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي حمى الملة والدين والساهر على احترام الدستور وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات، وهو الضامن لاستقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة“.
لقد أدرك الفقهاء المالكية أهمية ربط المذهب الفقهي المالكي[17] بالجانب العقدي تحصينا لعقيدة الناس، فصدروا بعض كتبهم بمباحث العقيدة، كرسالة ابن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير، ومقدمة منظومة ابن عاشر، وكتاب الجامع من الذخيرة لشهاب الدين القرافي.[18]
– مفهوم المذهب:
إن العلوم في بدايتها كانت سليقة، ثم تحولت إلى قواعد، ففي النحو هناك مذاهب البصريين والكوفيين- مثلا، وفي العقيدة مذاهب، وفي التفسير مذاهب، وفي الفقه مذاهب، وفي كل العلوم مذاهب، حتى المعاصرة، وإن بأسماء أخرى، مثل المدارس والمناهج، والفلسفات، وكل ذلك يؤدي إلى نتيجة واحدة أو متقاربة.
والمذهب في اللغة مصدر ميمي يطلق على الطريق، ومكان الذهاب وزمانه، قال أحمد الصاوي المالكي رحمه الله في حاشيته على الشرح الصغير للدردير: “المذهب في الأصل محل الذهاب، كالطريق المحسوسة”[19]، والمذهب المتوضأ والمعتقد الذي يذهب إليه والطريقة والأصل[20]، ونقل عند الفقهاء من حقيقته اللغوية إلى الحقيقة العرفية فيما ذهب إليه إمام من الأئمة في الأحكام الاجتهادية. فالمذهب المالكي- مثلا- هو ما ذهب إليه الإمام مالك رحمه الله من الأحكام الاجتهادية استنتاجا واستنباطا[21]؛ ولذلك قال القرافي المالكي رحمه الله: “مذهب مالك ما اختص به من الأحكام الشرعية الفروعية الاجتهادية“[22]. وقال الدردير المالكي رحمه الله: “مذهب مالك مثلا: عبارة عما ذهب إليه من الأحكام الاجتهادية التي بذل وسعه في تحصيلها”[23]، وفق منهجه وأصوله، وهو ثمرة اجتهاد جماعي على مر السنين. ويدخل في ذلك أقوال تلاميذه التي هي مدونة ومبينة في كتب الفقه؛ وهو كذلك إرث حضاري، وثقافة اجتماعية، وهوية دينية، وقدرة تأليفية على المستوى النفسي والاجتماعي والسياسي.[24]
ومن ثم، فالمذهب المالكي من الثوابت المغربية، التي اختارها المغاربة لتحصين أنفسهم والحفاظ على وحدتهم، وكان هو المذهب السني الرسمي للدولة المغربية، لما يمتاز به من خصائص، كالوسطية والاعتدال، والسعة والمرونة، والتطور والتجديد، والاهتمام بواقع الناس ومشاكلهم وشؤون حياتهم؛ أهلته ليكون قادرا على مواكبة المتغيرات وضبط المستجدات. فكان جلالة الملك محمد السادس حفظه الله دائما يذكر بأهمية المذهب المالكي باعتباره أحد الثوابت الدينية “للأمة المغربية” في خطبه، أو من خلال الدروس الحسنية التي تلقى بين حضرته.[25]
وقد انتشر هذا المذهب بالمغرب في عهد المولى إدريس بن عبد الله الذي أمر بنفسه بالاقتصار عليه، والذي قال عنه: نحن أحق باتباع مذهبه، وقراءة كتابه، يعني الموطأ، وأمر بذلك في جميع عمالاته.
ولذلك كان من التقاليد الجميلة التي درج عليها ملوك دولة الأشراف العلويين، أن أول زيارة يقوم بها الملك إذا بويع، تكون لضريح المولى إدريس بزرهون، وفي ذلك إشارة منهم إلى أنه المؤسس الأول للإمامة العظمى، والدولة الإسلامية المستقلة عن المشرق.
أما الإمام مالك، فهو إمام دار الهجرة، الذي انتهى إليه فقه علمائها، وخاصة الفقهاء السبعة منهم، وله وزنه المرموق من حيث العلم والورع، ولكون منهجه أشمل وأكثر انفتاحا وتوازنا بخصوص وسائل استنباط الأحكام، وسعة أصول مذهبه وتوسطه واعتداله، وجمع بين الاستناد إلى النص وبين إعمال الرأي عند الضرورة.
من ثوابت المغرب التصوف السني على مذهب السلف الصالح، كالإمام أبي القاسم الجنيد المتوفى سنة 297هـ.
سئل أبو محمد الجريري رحمه الله عن التصوف فقال: “الدخول في كل خلق سني، والخروج من كل خلق دني”[26]. وقال إمام الطائفة الجنيد[27] رضي الله عنه، وقد سئل عنه: “هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به”، وسئل سمنون عن التصوف فقال: “أن لا تملك شيئا ولا يملكك شيء”[28]. وقال أبو القاسم الرازي: “التصوف استقامة الأحوال مع الحق”[29]. وقال ذو النون المصري في تعريف الصوفية: “قوم آثروا الله تعالى عن كل شيء فآثرهم الله عن كل شيء”[30]. وقال أبو بكر الشبلي في تعريف الصوفي: “هو من انقطع عن الخلق، واتصل بالخالق”[31]. وقال أبو بكر محمد بن علي الكتاني: “التصوف خلق، فمن زاد عليك في الخلق، زاد عليك في التصوف”[32]. وقال العلامة الشيخ أحمد زروق- محتسب الصوفية- في القاعدة الثانية من كتابه (قواعد التصوف): “وقد حد التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله، وإنما هي وجوه فيه، والله أعلم”[33].
وخلاصة الكلام هاهنا، أن التصوف هو التربية الإيمانية القلبية وتزكية الأنفس، وهي تربية على المحبة، إذ المحبة هي غاية التربية الروحية والسلوك الصوفي.
جاء في كتاب (طبقات الشافعية) للإمام السبكي رحمه الله تعالى، ما نصه:” قال الشافعي رحمه الله تعالى: من تعلم القرآن، عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه، نبل قدره، ومن كتب الحديث، قويت حجته، ومن نظر في اللغة، رق طبعه، ومن نظر في الحساب، جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه”[34].
وقد تميزت مصنفات فقهاء المالكية باشتمالها على مقدمة في الاعتقاد وأصول الدين، ثم أحكام العبادات والمعاملات، ثم الآداب والأخلاق الإسلامية ومحاسن الشريعة ومكارمها وفضائلها وقيمها، فيما يصطلحون عليه بالجامع في ختام مصنفاتهم، ليكون ذلك غذاء للقلب والروح.[35]
– مفهوم العقيدة لغة واصطلاحا:
العقيدة لغة: على وزن فعيلة بمعنى مفعولة، أي معتقد؛ وأَصْلها: عَقَد، وهو يدل عَلَى شَدٍّ وَشِدَّةِ وُثُوقٍ[37]؛ كما أن لفظ العقيدة مأخوذٌ من العَقد، ومعناه “الجمع بين أطراف الشيء، ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة كعقد الحبل، وعقد البناء، ثمّ يستعار ذلك للمعاني نحو: عقدِ البيع، والعهد، وغيرهما”[38]. ومن معاني العقيدة أيضا: “التوثيق، والإحكام، والربط بقوة، تقول العرب: واعتقدَ الشيءُ: صَلُبَ واشتد”[39].
من خلال هذه المعاني اللغوية للعقيدة يتضح أنها تؤدي إلى مفهوم الشد والربط، ثم مفهوم التأكيد والتوثيق والتصديق الذي لا يقبل الشك.
أما العقيدة في الاصطلاح الشرعي، فمعناها: الإيمان الجازم الراسخ القطعي الذي لا شك فيه بربوبية الله تعالى وألوهيته وأسمائه وصفاته، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وسائر الأمور الغيبية الثابتة، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأمر، والحكم، والطاعة، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.[40]
وللعقيدة الإسلامية أسماء أخرى مرادفة لها عند علماء المسلمين، منها: التوحيد، والسنة، وأصول الدين، والفقه الأكبـر، والشريعة، والإيمان. وكل هذه الأسماء صنفت فيها العديد من الكتب.
وسميت العقيدة الأشعرية بهذا الاسم نسبة إلى إمامها ومؤسسها الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والمتوفى على الراجح من أقوال الرواة سنة 324هـ رحمه الله.
ويرجع سبب نسبة هذه العقيدة إليه اعترافا للمجهود الذي قام به في إطفاء نار فتنة الصراع العقدي الخطير الذي مرت به الأمة الإسلامية، ومناصرته لأهل السنة ضد الفرق الغالية في بعض المعتقدات، وعلى رأسها المعتزلة بوجه خاص. وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام أن عقيدة أبي الحسن الأشعري اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية والفضلاء من الحنابلة.[41]
لقد كان المسلمون في عهد الرسالة وبداية عهد الخلفاء الراشدين يشكـلون وحدة حقيقية، عقيدة وفكراً وجماعة، وإذا ظهر خلاف ما في الرأي، فسرعان ما ينتهي إلى وفاق، بسبب الاحتكـام المباشر إلى الكتاب والسنة.
أما في أواخر عصر الخلفاء الراشدين، فقد نشأت الفرق الإسلامية، وتبلورت أفكارها في العصور اللاحقة، وتعددت الفرق وتشعبت بتأثير كتب الفلسفة اليونانية والهندية التي ترجمت إلى العربية، فأصبحت الفرق فرقاً متعددة. ولم يقف أصحاب هذه الفرق عند المعارضة السياسية، بل أحدثوا كلاما حول فهم ألفاظ وردت في القرآن، وتجرأ بعضها بالاستفزاز والتشويش على أهل السنة والجماعة، وانقسمت إلى فرق أقل غلواً وفرق غالية انحرفت كلياً عن طريق الإسلام، إلى أن قيض الله رجلا تمهر في صف المعتزلة في الكلام، ثم عارضهم، وهو أبو الحسن الأشعري الذي تصدى للفلاسفة والباطنية والرافضة وغيرهم، فكان له جهاده المشكور.
ومعلوم أن الفكر الأشعري ظهر أول ما ظهر– بعد المشرق– بإفريقية، بالحاضرة القيروانية، على يد دراس بن إسماعيل[42]، ثم مر بعد ذلك بعدة مراحل شهدت دخول علوم الاعتقاد إلى المغرب مع الحضرمي، المعروف بالمرادي، الذي توفي قاضيا في أطار بشنقيط، وعنه أخذ أبو الحجاج يوسف بن موسى الكلبي الضرير السرقسطي المراكشي الغرناطي[43]، المتوفي بمراكش عام 520 هجرية، لتصبح الأشعرية عقيدة المغاربة بشكل رسمي، منذ القرن السادس الهجري وإلى يوم الناس هذا.
وتعد العقيدة الأشعرية ثابتا من ثوابت الدولة المغربية، وجزء لا يتجزأ من هويتها الدينية والوطنية. كان لها حضور قوي ضارب بجذوره في التاريخ المغربي؛ حيث بدأت إرهاصات هذه العقيدة منذ القرن الرابع الهجري، وتشبع بها عدد كبير من علماء المغرب الذين عادوا من المشرق ونشروه بين المغاربة[44]، الذين ظلوا متشبثين بها ما يقارب من عشرة قرون مضت، وإلى يوم الناس هذا.
والسبب في اختيار المغاربة للعقيدة الأشعرية واستقرارهم عليها:
1 ــ أنها عقيدة إسلامية سنية، مستمدة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، تقدم عقيدة مبرهنة مؤصلة بالقرآن والسنة وبالأدلة العقلية المفحمة.
2 ــ الوسطية والاعتدال والتوفيق بين التشبيه والتنزيه، بين الأثر والتأويل. فهي وسطية بين الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط، والزيادة والنقصان، وأهلها أهل وسطية واعتدال، فهم الوسط في فرق الأمة، كما أن هذه الأمة هي الوسط في الأمم، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)[45].
3 ــ الشمولية والأصالة والواقعية واستمرار الفاعلية.
4 ــ التوحيد وجمع الكلمة ورص الصفوف.
5 ــ عدم تكفير المخالف، وأنها لا تكفر أحدا من أهل القبلة، قال الإمام الذهبي: رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها الإمام البيهقي، سمعت أبا حازم العبدري، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: “لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داره ببغداد: دعاني فأتيته، فقال: اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات”[46].
6 ــ عدم الخروج على الأمة.
7 ـــ تحقيق الأمن الروحي العاصم من فتن الغلو والتطرف، ذلك أن التصوف السني مسلك أصيل في الزهد وتزكية الأنفس، وهو اختيار أسلافنا منذ أمد بعيد، فالحفاظ عليه حفاظ على مقومات الأمن الروحي للبلاد.
لذلك اختار المغاربة الأشعرية باعتبارها مذهبا متكاملا، ومقوما من مقوماتهم الفكرية، يمتلك قدرة فائقة على التأسيس والإقناع والمناقشة، ولما لمسوه فيه أيضا من حفاظ على جوهر العقيدة، وحرص على درء التشبيه والتعطيل، ولما فيه من وسطية تتجاوز القراءة الحرفية للنصوص، كما تتجاوز التأويل البعيد الذي يصادر دلالة النص من غير داع ملجئ إليه.[47]
بناء على ما سبق ذكره، فإن هذه الثوابت اتفق عليها علماء المغرب وحكامه ورسخت عبر العصور، إذ من خلالها يتم تدبير شأن الأمة.
والحديث عن كل ثابت من هذه الثوابت يحتاج إلى محاضرات من أجل استعراض كل ما يتعلق به، باعتبار هذه الثوابت تشكل السد المنيع، الروحي والمعرفي للأمة المغربية، كما أنها من أهم دعائم الأمن والاستقرار في المملكة.
الهوامش
[1] لم يذكر ابن عاشر الإمامة العظمى، لأن نظمه وضع للمبتدئين، ومبحث الإمامة اختصت به كتب أصول الدين الموضوعة للمتقدمين.
[2] الإحكام في أصول الأحكام: الآمدي سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد التغلبي الحنبلي ثم الشافعي، 1/21، ت. سيد الجميلي، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1406هـ/1968م.
[3] الاقتصاد في الاعتقاد: لأبي حامد الغزالي، ص22، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، سنة 1988م.
[4] كتاب الكليات: لأبى البقاء الكفوي ـ معجم في المصطلحات والفروق اللغوية: 725، تحقيق: عدنان درويش -محمد المصري، دار النشر: مؤسسة الرسالة -بيروت – ط 2-2011م.
[5] التعريفات، للجرجاني علي بن محمد بن علي الزين، تحقيق: جماعة من العلماء، الطبعة الأولى، 1983م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
[6] معجم الغني الزاهر، لعبد الغني أبو العزم، منشورات مؤسسة الغني للنشر، سنة 2013م.
[7] الثوابت والمتغيرات، د. صلاح الصاوي، ص: 33، المنتدى الإسلامي، ط1 – 1414هـ.
[8] غياث الأمم في التياث الظلم، الجويني إمام الحرمين أبو المعالي، ص: 234، تحقيق الدكتور عبد العظيم الديب، مكتبة إمام الحرمين، الطبعة الثانية، عام 1401ه.
[9] التراتيب الإدارية، عبد الحي الكتاني، 1/2، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
[10] مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمان بن محمد ابن خلدون، ص 178، ط 2006م، المكتبة العصرية، بيروت، ت ذ. درويش الجويدي.
[11] الغياث، فقرة 14، ص 22.
[12] الأحكام السلطانية، الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الباب الأول في عقد الإمامة، ص 13، ط 2001م، المكتبة العصرية، بيروت، ت. سمير مصطفى رباب.
[13] التراتيب الإدارية، عبد الحي الكتاني، 1/2.
[14] ينظر مداخلة الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، فضيلة الدكتور محمد يسف، في “الدورة التواصلية للتعريف بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني”، لفائدة السادة العلماء والسيدات العالمات أعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بفاس والرباط، أيام: الاثنين 26 إلى الجمعة 30 جمادى الأولى 1439هـ الموافق لـــ 12 – 16 فبراير 2018م.
[15] وروي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه كان إذا رأى أسامة قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فيقول أسامة: غفر الله لك يا أمير المؤمنين، تقول لي هذا. فيقول: لا أزال أدعوك الأمير ما عشت، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت علي أميره. التراتيب الإدارية، 1/7.
[16] انتصر فيها شيعة العباس على آل علي وشيعتهم، فانتقل بذلك الحكم إلى العباسيين.
[17] استقر المذهب المالكي في المغرب منذ أواخر القرن الثاني الهجري.
[18] دليل الإمام والخطيب والواعظ، ص 19.
[19] بلغة السالك لقرب المسالك، المعروف بحاشية الصاوي على الشرح الصغير للدردير، الصاوي أبو العباس أحمد بن محمد الخلوتي، 1/16، دار المعارف، القاهرة.
[20] القاموس المحيط، الفيروز آبادي مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب، ت. مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف محمد نعيم العرقسوسي، مادة ذهب، ص 68، بيروت، ط 8، سنة 2005م.
[21] شرح الزرقاني على شرح الناصر اللقاني على خطبة مختصر الشيخ خليل، الزرقاني عبد الباقي بن يوسف، ص 133، طبع في فاس سنة 1309هـ.
[22] الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام، القرافي أحمد بن إدريس، ص 220. اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة– الناشر: دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية، 1416هـ-1995م.
[23] حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير، مع تقريرات الشيخ عليش: 1/19، الناشر: عيسى البابي الحلبي.
[24] دليل الإمام والخطيب والواعظ، ص 22، ط 2012م. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.
[25] كالدرس الذي ألقاه بين يدي جلالته وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق حول: “التزام المغاربة بالمذهب المالكي ووفاؤهم لأصوله”، سنة 1430هـ.
[26] مسلك الأتقياء ومنهج الأصفياء في شرح هداية الأذكياء إلى طريق الأولياء، عبد العزيز بن زين الدين بن علي المليباري من فقهاء الشافعية، ص 128، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
[27] هو أبو القاسم الجنيد البغدادي، قال العلماء: إن مذهبه مذهب مقوم، ومستقيم وراشد وقائم على الكتاب والسنة.
[28] الرسالة القشيرية، أبو القاسم عبد الكريم القشيري النيسابوري، ص 280، ط 1، سنة 1993م، ت. معروف زريق وعلي الحميد بلطه جي، دار الخير، بيروت.
[29] طبقات الصوفية، 511.
[30] طبقات الصوفية، 1/27.
[31] طبقات الصوفية، 1/257.
[32] اللمع، ص 52.
[33] شرح قواعد التصوف، لابن زكري، 60.
[34] أخرجه ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله)، ج2/ ص1134.
[35] المغرب مالكي… لماذا؟ الدكتور محمد الروكي، ص 12 و13، ط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، سنة 2003م، مطبعة طوب بريس، الرباط.
[36] نسبة إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، هي مدرسة إسلامية سنية، اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي، والباقلاني، والقشيري، والجويني، والغزالي، والفخر الرازي، والنووي، والسيوطي، والعز بن عبد السلام، والتقي السبكي، وابن عساكر، وابن حجر العسقلاني، وابن عقيل الحنبلي، وتلميذه ابن الجوزي، وغيرهم كثير، حتى إنهم مثَّلوا جمهور الفقهاء والمحدثين، من شافعية ومالكية وأحناف وبعض الحنابلة. ويعتبر الأشعري أول من تصدى لتحرير عقائد أهل السنة وتلخيصها ودفع الشكوك والشبه عنها وإبطال دعوى الخصوم، وجعل ذلك علما مفردا بالتدين. انظر: كتاب: المغرب مالكي… لماذا؟ للدكتور محمد الروكي ص 12.
[37] معجم مقاييس اللغة، القزويني الرازي أحمد بن فارس بن زكرياء، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مادة (عقد)، الناشر: دار الفكر، عام النشر:1399ه-1979م.
[38] مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داودي، مادة (عقد).
[39] لسان العرب، ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، مادة (عقد)، 10/220، ط 3، سنة 2004م، دار صادر، بيروت.
[40] انظر مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة وموقف الحركات الإسلامية المعاصرة منها، ناصر بن عبد الكريم العقل، ص1، دار الوطن للنشر، ط 1/ 1412هـ.
[41] كتاب طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين السبكي، عبد الوهاب بن علي، 2/254، ط دار هجر.
[42] هو الفقيه الحافظ، الصالح العابد، أبو ميمونة درّاس بن إسماعيل الفاسي، وتنسب لأبي ميمونة رسالة في الدفاع عن الأشعرية، حيث يحكى عنه أنه كان متحمسا للمذهب الأشعري، وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة (357هـ) على المشهور من الأقوال. انظر: تاريخ ابن الفرضي (2/173)، بغية الملتمس (ص292)، ترتيب المدارك (6/81)، تاريخ الإسلام (8/115)، جذوة الاقتباس (1/194)، نيل الابتهاج (ص175)، الروض العاطر الأنفاس (ص49)، سلوة الأنفاس (2/197)، معلمة المغرب (12/3987).
[43] له منظومة في العقيدة شهيرة، هي: (التنبيه والإرشاد في علم الاعتقاد)، وهي أرجوزة في أكثر من ألف وستمائة بيت، نظم فيها العقيدة الأشعرية، بأسلوب يجمع بين السهولة والاختصار، مع البساطة في المضمون، وقد رزقت القبول، وتولى كثير من العلماء تدريسها وشرحها، كما كانت تدرس بالجوامع في كل من الأندلس والمغرب وتونس وغيرها.
[44] من أبرز العلماء الذين نشروا العقيدة الأشعرية في المغرب أبو بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي القيرواني (ت 489هـ) صاحب (التجريد في علم الكلام)، وتلميذه أبو الحجاج يوسف بن موسى الضرير (ت 520هـ) شيخ القاضي عياض وصاحب (أرجوزة وافية في العقيدة). ومنهم أبو عبد الله محمد بن خلف الإلبيري (ت 537هـ) صاحب (الأصول إلى معرفة الله والرسول) و(الرد على أبي الوليد بن رشد في مسألة الاستواء).
[45] سورة البقرة، الآية: 142.
[46] سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، 15 /88، ط 11، سنة 2001م، مؤسسة الرسالة، بيروت، ت. إبراهيم الزيبق، تحت إشراف شعيب الأرناؤوط.
[47] دليل الإمام والخطيب والواعظ، ص 21.
المصادر والمراجع:
– القرآن الكريم.
– الإحكام في أصول الأحكام: سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد الآمدي التغلبي الحنبلي ثم الشافعي. ت. سيد الجميلي، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1406هـ/1968م.
– الاقتصاد في الاعتقاد: لأبي حامد الغزالي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، سنة 1988م.
– الكليات- معجم في المصطلحات والفروق اللغوية: لأبى البقاء الكفوي، تحقيق: عدنان درويش- محمد المصري، دار النشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2-2011م.
– التعريفات: للجرجاني علي بن محمد بن علي الزين، تحقيق: جماعة من العلماء، الطبعة الأولى، سنة 1983م، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
– معجم الغني الزاهر: لعبد الغني أبو العزم، منشورات مؤسسة الغني للنشر، سنة 2013م.
– الثوابت والمتغيرات: د. صلاح الصاوي، المنتدى الإسلامي، ط1، سنة 1414هـ.
– لسان العرب: ابن منظور محمد بن مكرم بن علي، دار صادر، بيروت، 1968م.
– المعجم الفلسفي: لجميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، بيروت- لبنان، 1982م.
– معجم المصطلحات السياسية الدولية: لأحمد بدوي، دار الكتاب المصري، القاهرة- مصر.
– غياث الأمم في التياث الظلم: إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، تحقيق الدكتور عبد العظيم الديب، مكتبة إمام الحرمين، الطبعة الثانية، عام 1401م.
– التراتيب الإدارية: عبد الحي الكناني، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
– مقدمة ابن خلدون: عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون، ط 2006م، المكتبة العصرية، بيروت، ت ذ. درويش الجويدي.
– الأحكام السلطانية: الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، ط 2001م، المكتبة العصرية، بيروت، ت. سمير مصطفى رباب.
– بلغة السالك لقرب المسالك، المعروف بحاشية الصاوي على الشرح الصغير للدردير: الصاوي أبو العباس أحمد بن محمد الخلوتي، دار المعارف، القاهرة.
– القاموس المحيط: الفيروز آبادي مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب، ت. مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بإشراف محمد نعيم العرقسوسي، بيروت، ط 8، سنة 2005م.
– شرح الزرقاني على شرح الناصر اللقاني على خطبة مختصر الشيخ خليل، الزرقاني عبد الباقي بن يوسف، طبع في فاس سنة 1309هـ.
– الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام: القرافي أحمد بن إدريس، اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، الناشر: دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت– لبنان، الطبعة الثانية، 1416هـ -1995م.
– حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير مع تقريرات الشيخ عليش، الناشر: عيسى البابي الحلبي.
– مسلك الأتقياء ومنهج الأصفياء في شرح هداية الأذكياء إلى طريق الأولياء: عبد العزيز بن زين الدين بن علي المليباري من فقهاء الشافعية، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
– الرسالة القشيرية: أبو القاسم عبد الكريم القشيري النيسابوري، ط1، سنة 1993م، ت. معروف زريق وعلي الحميد بلطه جي، دار الخير، بيروت.
– طبقات الصوفية.
– اللمع.
– شرح قواعد التصوف: لابن زكري.
– معجم مقاييس اللغة: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، عام النشر: 1399ه-1979م.
– مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داودي.
– لسان العرب: ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، ط 3، سنة 2004م، دار صادر، بيروت.
– طبقات الشافعية الكبرى: تاج الدين السبكي عبد الوهاب بن علي، ط دار هجر.
– سير أعلام النبلاء: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ط 11، سنة 2001م، مؤسسة الرسالة، بيروت، ت. إبراهيم الزيبق، تحت إشراف شعيب الأرناؤوط.
– دليل الإمام والخطيب والواعظ، ط 2012م، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.
– المغرب مالكي… لماذا؟: د. محمد الروكي، طبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، سنة 2003م، مطبعة طوب بريس، الرباط.